جماعة السهول… إسدال الستار على فعاليات الدورة الرابعة عشر من المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة”، وسط نجاح باهر وتنظيم مُحكم

0

مابريس – نورالدين غنبوري

إحتفالا بالذكرى الـ 26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين، أسدل الستار يوم الأحد 13 يوليوز الجاري، بالجماعة الترابية السهول (العرجات) عمالة إقليم سلا على فعاليات الدورة الرابعة عشر من المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” الذي نظمته جماعة السهول على مدى أربعة أيام، وسط نجاح باهر من جميع النواحي وحضور جماهير غفيرة من عشاق التبوريدة غاصت بهم جنبات المحرك والخيام التي تم نصبها للعموم، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تعمل الجماعة ورئيسها من أجل تحقيقها في أفق خلق متنفس يتمشى وطموحات سكانه.

ولقد عرفت نسخة هذه السنة من الإحتفال حضور مكثف لساكنة جماعة السهول، وحضور أيضا زوار عديدين من سلا والرباط ومناطق أخرى كالخميسات وتيفلت وسيدي علال البحراوي وتمارة، ومن الجماعات المجاورة ونجاحا باهرا فاق كل التوقعات، وبهذا أصبح من أهم المهرجانات الإقليمية وهذا لم يأتي من فراغ بل بفضل المجهودات التي بذلها أعضاء المجلس الجماعي للسهول برئاسة السيد العربي الرويش، حيث وفروا الظروف المادية واللوجستيكية لجعل هذه النسخة تخطف الأضواء وأصبحت حديث القريب والبعيد الذي أشادوا ونوهوا بالمستوى العالي للمهرجان من حيث التنظيم والأمن وذلك بفضل تضافر جهود السلطة المحلية ومصالح الدرك الملكي وعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة.

وتضمن برنامج المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته 14، تنظيم عروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) والتي عرفت هذه السنة مشاركة أكثر من 800 فارس موزعين على أكثر من 50 سربة قدمت من مختلف الجماعات والمناطق المجاورة لجماعة السهول وخارجها، إضافة إلى عروض وأنشطة موازية فنية وثقافية ورياضية، منها فقرات ترفيهية وأنشطة موسمية بالساحة المتواجدة جنبات المحرك.

والهدف من تنظيم هذا المهرجان السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة السهول بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخراً على الصعيد الإقليمي والوطني، كما عرف المهرجان لهذه السنة حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات ووفود من مختلف جماعات المنطقة وخارجها، بالاضافة إلى حضور ضيوف شرف من بينهم العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين والمسؤولين المحليين وفعاليات جمعوية وأعيان المنطقة، كما شهد هذا الملتقى تغطية إعلامية كبيرة.

و سهر مجلس جماعة السهول والذي يرأسه الرئيس السيد العربي الرويش على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح المهرجان السنوي وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة السهول 3 سيارات إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا المهرجان.

و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لموقع “مابريس” فقد شهد المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته 14 رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق إقليم سلا ومدن الخميسات، تيفلت، سيدي علال البحراوي، الرباط، تمارة، القنيطرة، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضاً الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم المهرجان بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة السهول على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء بإستعمال شاحنة صهريج لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام، كما أقام المجلس الجماعي السهول برئاسة السيد العربي الرويش مأدبة غداء على شرف ضيوفه الكرام.

وفي حديث خص به رئيس جماعة السهول موقع “مابريس”، رحب السيد العربي الرويش بجميع زوار المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح المهرجان وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من القوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة ورجال الوقاية المدنية والهيئة الوطنية للإسعاف والتدخل السريع

وقال العربي الرويش “إن هذا المهرجان أصبح موعدا سنويا هاما في الأجندة الثقافية للمنطقة، مضيفا أن التبوريدة تراث أصيل علينا الإهتمام والإفتخار به”، مبرزاً أن هذا الحدث الفني يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مؤكداً أن المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” بجماعة السهول يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى، كم يعد مناسبة لخلق فضاءات للترفيه وأخرى للرواج التجاري، حيث تتكون حركة تجارية مهمة طيلة أيام المهرجان تساهم في تحفيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالمنطقة”، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته 14 بجماعة السهول والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.

وأكد الرويش في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزاً أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.

يذكر بأن المهرجان السنوي للفروسية التقليدية “التبوريدة” بجماعة السهول، مناسبة سنوية تشارك فيه معظم القبائل المجاورة من أجل إحياء التراث المغربي وتشجيع التنمية والإقتصاد المحلي، بالإضافة الى ساحة التباري الخاصة بالفروسية التي تشهد تنافسية بكل حماس وجدية بين القبائل المنضوية تحت عمالة إقليم سلا.

قد يعجبك ايضا

اترك رد