في إطار متابعة عملية تحرير الملك العمومي بإقليم الخميسات، والتي انطلقت بشكل تدريجي في عدد من الجماعات، برزت مؤشرات تفاوت في الوتيرة بين المدن، وخاصة بين مدينة الخميسات وتيفلت، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط الإدارية والمحلية.
وفي هذا السياق، طرح عامل الإقليم، السيد عبد اللطيف النحلي، تساؤلات مباشرة أمام رجال السلطة، حول أسباب بطء وتيرة العملية بمدينة تيفلت مقارنة بالخميسات، رغم أن التجار والمواطنين هناك أبدوا تجاوبًا إيجابيًا وانخراطًا ملحوظًا منذ البداية، حيث التزم العديد منهم بإزالة ما يحتل الملك العمومي طواعية، دون الحاجة لتدخلات قسرية أو مواجهات.
هذا المعطى الإيجابي يُحسب لساكنة تيفلت وتجارها، ويعكس وعيًا متقدمًا بضرورة احترام المجال العمومي والمساهمة في تحسين جودة الحياة الحضرية. إلا أن ما يُثير القلق هو استمرار حالة من الانتظار والضبابية لدى البعض ممن يعتبرون أنفسهم محميين بعلاقات أو وعود، ما يُضعف مصداقية الحملة ويفتح المجال أمام التأويلات والتشكيك في مبدأ تكافؤ الفرص أمام القانون.
المطلوب اليوم هو تسريع وتيرة العمل الميداني بمدينة تيفلت، وتوحيد منهجية التنفيذ على صعيد الإقليم، بما يضمن العدالة المجالية ويُعيد ثقة المواطن في فعالية السلطة وحيادها. كما أن المرحلة تقتضي الحزم في مواجهة التراخي أو التواطؤ، حتى لا تتحول الحملات إلى مناسبات موسمية تفتقد للعمق والإستمرارية.
إن النجاح في تحرير الملك العمومي لا يُقاس بعدد المحلات المزالة، بل بقدرة الإدارة على فرض احترام القانون على الجميع دون استثناء، وبترسيخ ثقافة جديدة في علاقة المواطن بالفضاء العام، قوامها الاحترام والمشاركة والمسؤولية المشتركة.