فقدت الكرة المغربية، صباح الأربعاء 16 يوليوز 2025، أحد أبرز رموزها التاريخيين، بوفاة اللاعب الدولي السابق أحمد فرس، عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، داخل المستشفى العسكري بالرباط.
ويُعد الراحل أحمد فرس أحد أساطير الكرة الوطنية، وواحدًا من أبرز الأسماء التي طبعت تاريخ المنتخب المغربي ونادي شباب المحمدية، حيث ارتبط اسمه بجيل من العطاء والإنجازات الكروية التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للرياضة المغربية.
الراحل كان أول لاعب مغربي يتوَّج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975، كما ساهم بشكل أساسي في تتويج المنتخب المغربي بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976، حين أُختير أفضل لاعب في البطولة، بعد أداء لافت ساهم في رفع العلم الوطني في المحفل القاري.
وخاض فرس، الذي وُلد في 7 دجنبر 1946 بمدينة المحمدية، مسيرة حافلة بقميص شباب المحمدية امتدت لأكثر من 17 سنة، سجل خلالها 127 هدفًا في الدوري، وقاد الفريق إلى إحراز بطولة الدوري والكأس، إلى جانب لقب كأس المغاربة سنة 1975، في فترة ذهبية للنادي وللكرة الوطنية عمومًا.
وعلى المستوى الدولي، دافع الراحل عن قميص المنتخب المغربي في 94 مباراة دولية، سجل فيها 36 هدفًا، وظل حتى سنوات طويلة الهداف التاريخي لـ”أسود الأطلس”، وكان حاضرًا في أبرز المحطات الكروية للمنتخب، بما فيها المشاركة في أولمبياد ميونيخ 1972.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أعلنت في يناير الماضي تكفلها بكافة مصاريف علاج أحمد فرس، تقديرًا لعطاءاته ومكانته الرمزية في الذاكرة الرياضية الوطنية، وذلك بعد تدهور حالته الصحية ودخوله مرحلة علاج طويلة.
ويُعد أحمد فرس رمزًا من رموز الوفاء الكروي، إذ ظل وفيًا لقميص شباب المحمدية طيلة مسيرته، ورفض الانتقال لأي نادٍ آخر، سواء داخل المغرب أو خارجه، وهو ما جعله يحظى بتقدير استثنائي من جماهير الكرة الوطنية، باعتباره لاعبًا ومواطنًا جمع بين التميز والعطاء.
وبرحيله، تطوي الكرة المغربية صفحة من صفحاتها المشرقة، ويودع المغاربة واحدًا من أبنائهم البررة الذين رفعوا راية الوطن عاليًا.