الدبلوماسية الرياضية، رافعة لضمان إشعاع المملكة قاريا ودوليا

0 353

حقق المغرب في السنوات الأخيرة تواجدا كبيرا في مناصب المسؤولية بمختلف الهيئات الرياضية القارية و الدولية ، مما مكنه من تكريس مكانته كفاعل رئيسي في عالم الرياضة، وبالتالي ضمان إشعاع المملكة على الصعيد الإفريقي كما الدولي.
وشغلت المملكة، منذ مدة طويلة، مناصب هامة للمسؤولية داخل مختلف الهيئات الرياضية الدولية، وخاصة في شخص البطلة الأولمبية السابقة، السيدة نوال المتوكل، رئيسة لجنة التقييم باللجنة الأولمبية الدولية لدورة الألعاب الأولمبية 2012، ولجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2016 ، كما شغلت أيضا منصب نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من سنة 2012 إلى 2016، كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب.
وفي السنوات الأخيرة، اقتحم المسؤولون المغاربة مختلف أجهزة صنع القرار الرياضي في المؤسسات الرياضية القارية و الدولية، لصالح استراتيجية مصاغة بشكل جيد، ترتكز على التوجهات الملكية السامية الهادفة إلى ترسيخ جذور المملكة في عمقها الإفريقي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب.
وفي هذا السياق، تمكن العديد من المسؤولين المغاربة من فرض أنفسهم داخل الهيئات المسيرة لعدد من الأجهزة الرياضية أو شغل مناصب رئيسية فيها، بداية من كرة القدم، مع انتخاب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،السيد فوزي لقجع، لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، مرورا بالملاكمة و المصارعة و التايكواندو و سباق الدراجات، أو الانقاذ الرياضي.
والأكيد أن المسيرين الرياضيين المغاربية واعون بأهمية استمرار هذا الزخم واقتحام مراكز المسؤولية في أصناف رياضية أخرى.
وبالنسبة لرئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، والاتحاد الإفريقي للعبة، السيدة بشرى حجيج، فإنه من الضروري تكثيف المجهودات وتعزيز الدبلوماسية الرياضية من خلال الحضور المغربي الوازن و المكثف في المؤسسات الافريقية والدولية و بالتالي التأثير بشكل قوي في صياغة المواقف و القرارات.
وشددت خلال مداخلتها في ندوة عن بعد نظمتها مؤخرا الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين،تحت « شعار الدبلوماسية الرياضية رافعة للتعريف بالقضايا الوطنية والترافع عنها قاريا ودوليا »، على ضرورة القطع مع سياسية الكرسي الفارغ، معتبرة أن الرياضة، التي توحد الرؤية وتجمع الشعوب، تشكل نافذة إطلالة للوصول الى مراكز القرار.
وأضافت أن الاستثمار في الرياضة يساهم وبشكل كبير في التعريف بالأوراش التنموية التي يشهدها المغرب ،وتسويق ونقل تجربته الرائدة إقليميا وقاريا.
كما أشاد المشاركون في هذه الندوة بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات العمومية لدعم المرشحين المغاربة لمناصب صنع القرار على المستويين القاري والدولي، ولا سيما وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وزارة الثقافة والشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المغربية.
وفي هذا الصدد، قال الباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية ،عتيق السعيد، إنه » منذ تولي جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، جعلت المملكة عملها الدبلوماسي أكثر فاعلية، والذي ترجم إلى تطور أكبر في جميع النواحي. ومن هذا المنطلق، تشكل الدبلوماسية الرياضية جزءا أساسيا من الرؤية الملكية واستراتيجية فعالة تروم ترسيخ موقع المغرب المعاصر في عدة قطاعات ».
وأضاف ، » أن المغرب بحكم كونه وسيطا فعالا يعزز جاذبية المملكة في عدة مجالات، فقد جعل من الدبلوماسية الرياضية واجهة لإشعاعه القاري والدولي، وأداة لتحفيز النمو الاقتصادي والصناعي والسياحي وغيره « .
وأشار السعيد، إلى أنه ،من جهة أخرى تشكل هذه القوة الناعمة الرياضية آلية دبلوماسية قادرة على تكريس ريادة المملكة في المحافل الدولية، وخاصة في ما يتعلق بالحفاظ على المكتسبات الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة ».
كما تجلت هذه الدينامية من خلال احتضان المملكة للعديد من المنافسات الرياضية، على غرار كأس العالم للأندية في كرة القدم سنتي 2013 و 2014، وبطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين (شان) سنة 2018 والدور النهائي لأول عصبة إفريقية لكرة القدم النسوية لسنة 2021، فضلا عن ترشح المغرب لاستضافة نهائيات دوري عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وانعكس تتويج هذه القوة الناعمة المغربية، الشهر الماضي خلال الجمع العام العادي والإنتخابي ال43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عندما قدم السيد فوزي لقجع مقترحا لإدخال تعديل على الفصل الرابع من النظام الاساسي للهيأة القارية، وتمت الموافقة عليه بالإجماع، وبات ينص على أنه » لا يتم قبول سوى ممثلي البلدان المستقلة والأعضاء في الأمم المتحدة فقط في عضوية (الكاف).
فلا أحد إذن يستطيع أن ينكر الأهمية الجيو-سياسية للرياضة في العصر الحديث . إنها أداة توحد الشعوب والرؤى. لذلك وجب الاستفادة من هذا التمثيل المغربي القوي على المستوى الدولي لتكريس مكانة المغرب على الساحة الدولية، ودعم تنظيم كبريات المحافل الرياضية في المملكة.

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد