الرجاء وطريق المستقبل

0 62

كان السقف عالياً جداً… ذلك أن الفوز على بايرن ميونيخ الذي لا يشق له غبار كان تحدياً صعباً للغاية بالنسبة لفريق تأهل إلى مغامرة كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA من خلال الفوز بدرع بطولة بلاده، في حين أن جميع المشاركين الآخرين دخلوا المنافسات بصفتهم أسياد قاراتهم.

فبالنسبة للرجاء البيضاوي، كان الوصول إلى نهائي البطولة إنجازاً تاريخياً في حد ذاته. سقط النسور الخضر بنتيجة 0-2 على يد البايرن الذي أظهر صلابة لا نظير لها، دون أن يخرج بالضرورة كل ما في جعبته من مواهب وأسلحة فتاكة، ليدرك أبناء البنزرتي أنهم كانوا أمام خصم أقوى منهم بكثير، ولكنهم كتبوا صفحة مشرقة جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، حيث أعادوا الابتسامة إلى شعب بأكمله وبلد كان في أمس الحاجة إلى سماع أخبار رياضية جيدة بعد طول انتظار وتوالي الكبوات.

وفي هذا الصدد، قال محسن ياجور، الفائز بكرة adidas البرونزية لموقع FIFA.com: “نحن ندرك كل مشاهد الابتهاج التي رافقت مسارنا في هذه البطولة، حيث أدخلنا بعض السعادة في قلوب الشعب المغربي. فبعد النتائج الأخيرة في المسابقات الكبرى، كان الناس يحتاجون إلى الحلم مرة أخرى”.

بعد الفشل في المرات الأربع الأخيرة في التأهل لنهائيات كأس العالم FIFA، بما في ذلك البرازيل 2014، ناهيك عن خيبات الأمل المتتالية في كأس الأمم الأفريقية (الإقصاء أربع مرات متتالية من الدور الأول وغياب واحد عن النهائيات من أصل النسخ الخمس الماضية)، كان المشهد الرياضي يبدو قاتماً بالنسبة لأبناء المملكة.

ومن جهته، أضاف لاعب خط الوسط شمس الدين الشطيبي: “كان الجميع وراء هذا الفريق، لأنه رفع الألوان المغربية عالياً وكان مصدر فخر لجميع المشجعين. نأمل ألا يكون هذا بمثابة نهاية الرحلة، بل بداية عهد جديد”.

بمساندة من جمهور وفي قدر بما يقرب من 42.000 مشجع، لم يقاوم أبناء فوزي البنزرتي سوى سبع دقائق قبل أن يستسلموا لهدف دانتي، ليدركوا أن آمالهم في اللقب بدأت تتبخر شيئاً فشيئاً. ولكن عند انطلاق صافرة النهاية، لم ترتسم الدموع على وجوههم، بل كانت الابتسامات والعناق هي السمة البارزة، احتفالاً بالمركز الثاني والإنجاز التاريخي الذي يمثله الوصول إلى النهائي.

وقال الكونغولي ديو كاندا الذي ظل على مقاعد البدلاء ضد الألمان، بعدما شارك في نجاح فريقه ضد أوكلاند سيتي ومونتيري: “لم تكن الترشيحات في صالحنا أبداً، ولكننا لم نستسلم أبداً مهما كانت الظروف. أشعر أني مغربي تقريباً عندما أدرك مدى قدرتنا على إسعاد كل هؤلاء الناس”.

صحيح أن لا أحد يكون سعيداً حقاً عندما يخسر. وبالتأكيد فإن المدرب البنزرتي لا يخرج عن هذه القاعدة، وهو الذي وصل إلى دفة الفريق قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة. ولكن نظرا للأداء الرائع الذي قدمه لاعبوه وأخذاً بالاعتبار قيمة وحجم المنافس، فإنه يعتبر حيلة النسور إيجابية إلى حد بعيد: “الخسارة 0-2 أمام بايرن كانت مشرفة جداً، على الرغم من أننا كنا نسعى إلى التتويج باللقب، بطبيعة الحال. لقد أصبح الرجاء فريقاً مرجعياً على المستوى الأفريقي والعربي بعد هذه النتيجة، ولكن سيتعين علينا العودة إلى الواقع. ستكون هناك نسخة ثانية في المغرب العام المقبل، ويجب عليك أن تتوَّج بطلاً لكي تكون هنا. إنه حدث رائع جداً”.

لكن الرجاء يحتل حاليًا المركز التاسع بفارق ثماني نقاط عن المتزعم تطوان. صحيح أن ذلك راجع نسبياً إلى المباراتين المؤجلتين اللتين في حوزة النسور الخضر بسبب مشاركتهم في البطولة العالمية، ولكن أيضا إلى البداية المتعثرة خلال هذا الموسم حيث مُني الفريق بثلاث هزائم مقابل تعادل واحد مما عجل بإقالة المدرب السابق محمد فاخر.

وفي هذا الصدد، حذر خليقته التونسي بالقول: “هناك عمل نفسي كبير يجب القيام به. لقد أظهر اللاعبون في هذه البطولة مدى قوتهم وعظمتهم، وعليهم أن يظهروا ذلك في الدوري المحلي أيضاً”.

لا شك أن الرسالة وصلت إلى البيضاويين، وعلى رأسهم الشطيبي الذي غادر ملعب مراكش حاملاً في رأسه الكثير من الأحلام بمستقبل زاهر، حيث قال صاحب الهدف الأول ضد مونتيري (2:1): “عندما تذوق سعادة كهذه، فإنك لا تفكر سوى في العودة إلى هذه الأجواء. كل الأندية المغربية الأخرى أصبحت تسعى إلى تحقيق الشيء نفسه بعد مشاهدة مبارياتنا، وهذا سيجعل البطولة أكثر إثارة وتشويقاً، لكني آمل أن يكون الفوز من نصيبنا مرة أخرى في نهاية المطاف… “

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد