المشهد السياسي في المغرب: أغلبية منسجمة ومعارضة متباينة

ع د . سعيد الشضمي

منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في شتنبر 2021، يشهد المغرب مشهدًا سياسياً يتسم بوضوح الأغلبية الحكومية وتعدد أصوات المعارضة. يتكوّن التحالف الحكومي من ثلاثة أحزاب رئيسية: التجمع الوطني للأحرار، الذي يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال. هذا التحالف يتمتع بأغلبية مريحة في البرلمان، ما يمنحه قدرة كبيرة على تمرير القوانين وتنفيذ البرنامج الحكومي.

في المقابل، تتوزع المعارضة بين عدة أحزاب أبرزها حزب العدالة والتنمية، الذي فقد موقعه القيادي بعد عقد من التسيير الحكومي، وحزب التقدم والاشتراكية، بالإضافة إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. غير أن المعارضة تعاني من غياب التنسيق الموحد واختلاف الرؤى بشأن الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبينما تؤكد الحكومة أنها تشتغل على تنزيل الأوراش الملكية والإصلاحات الكبرى، توجه المعارضة انتقاداتها إلى تدبير ملفات حساسة كارتفاع الأسعار، وضعف التواصل السياسي، وتحديات العدالة الاجتماعية.

ويُرتقب أن تتجه الحياة السياسية في المغرب خلال المرحلة المقبلة إلى مزيد من التفاعل بين الطرفين، خاصة في أفق الاستحقاقات المقبلة واحتدام النقاشات حول الإصلاحات الاقتصادية والمؤسساتية الكبرى.