المغرب تعلن تمسكها بدورها في الحفاظ على أمن منطقة الساحل والصحراء
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي، محمدالعروشي، في باماكو، أن المغرب منخرط بشكل تام في محاربة جميع الظواهر التي تهدد أمن واستقرار منطقة الساحل والصحراء.
وقال العروشي، في مداخلة خلال الاجتماع الوزاري لمؤتمر إقليمي بشأن الوضع الأمني في غرب أفريقيا ودول منطقة الساحل، أن المملكة تحرص على ضمان أن تستمر مساهمتها بشكل تام في إطار مقاربة تشاركية تروم توحيد مختلف المبادرات المطروحة على مستوى منطقة الساحل والصحراء من أجل محاربة كل الظواهر التي تعيق تحقيق السلام في المنطقة .
وأبرز الدبلوماسي المغربي، أن التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف، والقائمة على مقاربة متعددة الأبعاد تتضمن الأبعاد الأمنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، مسجلًا أن المملكة أصبحت نموذجًا دوليًّا يحتذى به في مجال محاربة التطرف الديني، وهو النموذج الذي يحظى بتقدير كبير لدى بلدن عدة عبر العالم .
وأكد التزام المغرب الثابت بالدفاع وبشكل حازم، عن القضايا والمصالح الحيوية لأفريقيا، هو توجه ثابت ستواصل المملكة تعزيزه بعزم وثبات، وأضاف العروشي، أنه ولكل هذه الأسباب، فإن المغرب ، كبلد مؤسس لمنظمة الوحدة الأفريقية، قرر أن يعود إلى مكانه الطبيعي بأسرته المؤسسية الأفريقية "الاتحاد الأفريقي، والانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، مبرزًا أن هذه الخطوة لاقت ترحيبًا من قبل رؤساء الدول الأعضاء بهذه المنظمة الإقليمية، وهو ما يعزز موقع هذه المجموعة على المستوى العسكري والأمني والوساطة، ويؤثر إيجابًا على التنمية البشرية في مجموع المنطقة.
وتابع الدبلوماسي المغربي، أن المشاركة المغربية في هذا المؤتمر الإقليمي تشكل تعبيرًا عن عزم المملكة تعزيز العلاقات بين مختلف شركاء مالي عبر تكريس دينامية جديدة لتعاونهم في مجال الأمن والتنمية، مسجلًا أن الحضور الكبير لأصدقاء مالي في هذا المحفل هو دليل على تضامنهم الفاعل والمتواصل إزاء هذا البلد الشقيق والصديق.
وأكد على أهمية النقاش والتداول بشأن الأمن والتنمية البشرية، موضحا أن تحقيق هذه الأخيرة رهين بالتعليم والحفاظ على الهوية الثقافية لشعوب المنطقة، التي تشكل أساس التفتق والإبداع، وأضاف أن التحدي الذي يتعين رفعه اليوم يتمثل في اتخاذ مبادرات منسقة ومتقاربة، وذلك بطريقة مفكر فيها.
وأشار العروشي إلى أن المواكبة التي أكدها عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه في باماكو بمناسبة تنصيب الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، جاءت في وقتها، مشيرًا في هذا السياق إلى أنه، بالإضافة إلى تكوين أئمة ماليين، وتقوية القدرات المدنية والعسكرية، تم إنجاز مشاريع سوسيو-اقتصادية لفائدة الساكنة الهشة وذلك بهدف تمكينهم.
وجدد العروشي التأكيد على دعم المغرب الثابت والراسخ لمالي في ديناميتها الوطنية للحفاظ على وحدتها الترابية وتماسكها الاجتماعي وتحقيق التنمية الداخلية، مذكرًا بأن جلالة الملك أكد أن المغرب سيظل شريكًا وفيًا وملتزمًا لفائدة مالي"، ويهدف هذا الاجتماع ، الذي افتتح الخميس الماضي بعقد اجتماع على مستوى الخبراء، إلى إجراء تقييم شامل للوضع الأمني في منطقة الساحل وفي غرب أفريقيا لتحديد سبل ووسائل التدخل الملائمة للقضاء الناجع على المنظمات الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء والحد من توسعها في غرب أفريقيا، وذلك من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية والسلم في الدول المعنية، والذي يعد ضمانة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب المنطقة.
ويروم هذا الاجتماع أيضًا إلى تحديد أسباب وطبيعة التهديدات غير المتناظرة، وطرق عمل المنظمات الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، وتقييم نقاط القوة والضعف في الاستجابات الأمنية الجارية، سواءً في مالي أو منطقة الساحل أو باقي منطقة غرب أفريقيا.
وتميز هذا اللقاء ، المنظم تحت إشراف منظمة "سيدياو"، وبالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، والذي عرف حضور سفير المغرب في مالي، السيد حسن الناصري، بإصدار إعلان باماكو بشأن الاستراتيجية الإقليمية المتكاملة للوقاية ومحاربة التطرف العنيف، والجريمة المنظمة عبر الوطنية، والاتجار في المواد المخدرة والبشر في منطقة الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.