قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، إن المغرب يواجه “حملات ممنهجة” من طرف خصوم الوحدة الترابية عبر وسائل الإعلام الدولية والوسائط الرقمية، مبرزاً أن وزارته تعمل على رصد مصادر هذه الأخبار الزائفة، مع تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة بالمملكة لنقل الرواية الرسمية بشكل دقيق.
وأوضح بنسعيد، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن الوزارة تعتمد منظومة لليقظة الإعلامية، إلى جانب تقوية آليات التواصل العمومي، ودعم مهنية الصحافة الوطنية. كما أشار إلى الأدوار التي تضطلع بها البوابة الوطنية الرسمية، إلى جانب “بوابة الصحراء المغربية”، التي قال إنها “توفر معلومات موثوقة وتتصدى للمغالطات المتعلقة بالقضية الوطنية”.
التخييم.. من نشاط موسمي إلى برنامج وطني على مدار السنة
وفي ما يخص البرنامج الوطني للتخييم، أكد الوزير أن الوزارة فتحت باب الحوار والتقييم مع كافة الفاعلين التربويين، من أجل تطوير العروض التخييمية وضمان مبدأ تكافؤ الفرص. وأعلن عن تنظيم مناظرة وطنية أواخر السنة الجارية، بمشاركة جميع الشركاء، بمن فيهم المؤسسة التشريعية.
وأشار إلى أن التخييم لم يعد مقتصراً على المخيمات الصيفية، بل أصبح يشمل أنشطة ممتدة على مدار السنة، من بينها المخيمات الموضوعاتية، الاصطياف التربوي، مخيمات القرب، التجوال الكشفي، اللقاءات التكوينية، وغيرها. وذكر أن أكثر من 34 ألف طفل ويافع استفادوا من أنشطة التخييم خلال عطلة الربيع الماضية.
معايير جديدة وانتقاء صارم للجمعيات التربوية
أوضح الوزير أن البرنامج يتم تدبيره بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، وفق قرار وزاري يؤطر سيره ومعايير الاستفادة منه. وقد انطلق العرض الوطني في يناير الماضي، حيث فُتح باب الترشيح للجمعيات، وتمت دراسة الملفات خلال شهر مارس 2025 وفق دليل مساطر يضمن الشفافية والحكامة.
وقد قُبلت للمشاركة هذه السنة 768 جمعية من أصل 881 تقدمت بطلباتها، بينها 54 جمعية وطنية، و58 متعددة الفروع، و656 جمعية جهوية ومحلية. وتم توزيع الحصص في بداية يونيو، مع زيارات ميدانية لتفقد مراكز التخييم.
شراكات وتأمين وتغذية.. تفاصيل الاستعدادات
أشار بنسعيد إلى تمكين المديريات الجهوية والإقليمية من اعتمادات التسيير لضمان حسن تنفيذ البرنامج، مع التنسيق المستمر مع وزارة الصحة لتأمين الشروط الصحية. كما تعمل الوزارة، بحسبه، على إبرام صفقة لتأمين المستفيدين، بناء على دفتر تحملات يراعي الإشكالات السابقة، إلى جانب توحيد برامج التغذية وفق توجيهات قطاع الصحة.
ضوابط جديدة لضمان الشفافية
وبخصوص شروط المشاركة، أكد الوزير أنها تنص على الوضعية القانونية السليمة للجمعيات، أقدمية لا تقل عن خمس سنوات، الانخراط في الجامعة الوطنية للتخييم، وعدم وجود خروقات سابقة، إضافة إلى توفر حساب نشيط بالبوابة الإلكترونية للجمعيات.
أما عملية الانتقاء، فتُنجز من قبل لجان استشارية مركزية وجهوية، باعتماد نظام تنقيط مفصل يأخذ بعين الاعتبار الأقدمية، عدد الفروع، الأنشطة، الشراكات، التأطير التربوي، تمثيلية النساء والشباب، والمقابلة الشفوية، مع احترام العدالة المجالية في توزيع الحصص بين الجهات.