جامعة الحسن الثاني تتطلع إلى جعل تجربة “الباشلر” ثورة في مجال التدريس بالتعليم العالي

0 335

تتطلع جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ، من خلال تجربة الباشلر “شهادة الباكالوريوس” التي تنخرط فيها مختلف جامعات المملكة ، إلى أن تكون بمثابة ثورة في مجال التدريس بالتعليم العالي.
وذلك نظرا لاعتماد مناهجها ووحداتها بشكل كبير على التجهيزات والمنصات الرقمية ، عملا بمبدإ تكافؤ الفرص ، وما تستدعيه الرهانات والتحديات المستقبلية.
وأوضحت رئيسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء السيدة حيار عواطف ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ،وقناتها الإخبارية « M24 » و وإذاعتها « ريم راديو »، أن الجامعة تعبئ ، في هذا السياق ، كافة إمكاناتها البشرية واللوجيستيكية ، معتمدة في ذلك على استثمار مهم، رغبة منها في إنجاح هذه المبادرة، وتسليح طلبتها بكل ما يلزمهم من قدرات وكفاءات علمية وعملية تؤهلهم لولوج سوق الشغل بسهولة ، وبالتالي المساهمة بقوة في المسار التنموي الجديد الذي تراهن عليه المملكة .
ولهذه الغاية ، تضيف ، فقد شرعت الجامعة ابتداء من شهر يوليوز الماضي في تكوين المكونين من الأساتذة حول كيفية إعداد المنصات الرقمية وتقديم الشروحات لفائدة الطلبة خاصة في مجال اللغات والمهارات الذاتية .. وعلى إثر ذلك فقد تمكنت مؤسسات الجامعة حتى الآن من فتح ما يربو عن 20 مسلكا من مسالك « الباشلور » التي لقيت استحسانا واعترافا من لدن الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي .
وتابعت أن قرار الوزارة الوصية بتأجيل التمدرس إلى غاية مطلع شهر أكتوبر القادم ، منح الجامعة متنفسا من الوقت لاستكمال استعداداتها للدخول الجامعي، مركزة على دعامتين أساسيتين قوامهما تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلبة ، وتأمين شروط السلامة والصحة لكافة العاملين ومرتادي مؤسساتها على مستوى أقطابها الخمس المترامية الأطراف بالدار البيضاء الكبرى ( الدار البيضاء – المحمدية).
ولإنجاح هذه التجربة، فقد بادرت الجامعة إلى فتح مسالك الباكالوريوس بخمس مؤسسات جامعية ثلاثة منها بكليات الحقوق ، عين الشق وعين السبع والمحمدية وأيضا بكليات الآداب عين الشق وبن مسيك ، وذلك في أفق توفير دليل لتقريب الطلبة من فهم طبيعة المنصات الرقمية المعتمدة، وسبل الولوج إليها بسهولة والحصول على اشهادات معتمدة منها ، كما تم إعداد أقسام خاصة لاحتواء الطلبة في شكل مجموعات بناء على تقييم مسبق سيجرى لتحديد قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية والذاتية واللغوية.
وأشارت السيدة حيار إلى أن التحضيرات اليومية لاستكمال الاستعدادات لخوض غمار الموسم الجامعي الحالي (2021-2022) لا زالت متواصلة على قدم وساق وبشكل مكثف من خلال الاجتماعات المنعقدة عن بعد مع الأساتذة ومؤطري ورؤساء المؤسسات المعنية للتفكير في أدق التفاصيل بما في ذلك الجانب المتعلق بالجدول الزمني لهذه المجموعات وسبل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالتعليم الحضوري أو المزدوج .
وفي انتظار ما ستسفر عنه توصيات السلطات المعنية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، التي يجب الالتزام بمضامينها، فالسيدة حيار لا تخفي رغبتها في اعتماد ازدواجية التعليم الجامعي ، بالجمع بين ما هو حضوري وافتراضي إسهاما في الحد من ظاهرة الاكتظاظ ، في ظل الاحترام التام لشروط السلامة الصحية للحد من تفشي تداعيات جائحة كوفيد 19 وكذا مبدء تكافؤ الفرص .
ورفعا للبس، أفادت السيدة حيار أن ما هو شائع أن البكالوريوس يتطلب أربع سنوات للحصول عليه، والحقيقة – في نظرها- أن مناهج هذه شهادة تتكون من 240 وحدة التي بإمكان الطالب إنجازها في اقل من أربع سنوات ، مضيفة أن « الباشلز » انطلاقا من فلسفته ومراميه فهو يكتسي أهمية بالغة لكونه يشكل فرصة أمام حامليه للتزود بثروة لغوية (العربية والفرنسية والانجليزية والأمازيغية فيما يخص جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) ،فضلا عن تطوير قدراته الذاتية بسلسلة من وحدات الانفتاح التي تؤهله لولوج سوق الشغل مسلحا بكل ما تتطلع إليه مختلف وحدات إنتاج والخدمات.
وإسهاما في تحفيز الطلبة على قطع الأشواط في زمن قياسي فقد بادرت الجامعة إلى اعتماد نوع من المرونة من خلال التفكير في توفيرها لدورات إشهادية على رأس كل ستة أشهر لمساعدة الطالب على التخلص من مجموعة من الوحدات المطلوبة، التي تشكل فيها اللغات والمهارات الذاتية نسبة 30 في المائة، تنضاف إليها الوحدات المعرفية التي تتطلب تسلسلا سنويا .
وفي نفس المنحى أكدت السيدة حيار أن جامعة الحسن الثاني استحضرت ضمن مواعيد أجندتها سلسلة من التدابير والإجراءات العملية للمساهمة من تمكين بلدنا من الحد من تفشي وباء كورونا ، حيث قامت بحملة تحسيسية واسعة النطاق في صفوف الطلبة عبر القنوات الرقمية وقنوات المؤسسات التابعة للجامعة والفيديوهات الأشرطة المصورة، تجاوبا مع الحملة الوطنية للتلقيح، وانسجاما مع محتوى البروتوكول الصحي للمملكة .
وفي ظل هذه الإجراءات عملت الجامعة على تثبيت الكاميرات الحرارية بمدخل كافة المؤسسات التابعة لها لرصد نسبة درجات الحرارة لدى الكم الهائل من المتوافدين عليها ابتداء من فاتح أكتوبر ، فضلا عن قرارها بشراكة وتعاون مع السلطات المحلية والصحية وكذا الوزارة الوصية ، إنجاز عدد من مراكز التلقيح على مستوى الأقطاب الكبرى للجامعة وذلك إسهاما في تسريع وتعميم عملية أخذ الجرعات من لدن الطلبة الذي لم يستفيدوا بعد، وبالتالي التعجيل بتحقيق شروط المناعة الجماعية وعودة الحياة لطبيعتها.
فابتداء من الأسبوعين الأخيرين من شتنبر قبل وخلال الدخول الجامعي سترى هذه المراكز النور بكل من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق لفائدة قطب مؤسسات طريق الجديدة، وكلية العلوم بنمسيك بالنسبة لقطب بنمسيك، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالنسبة لقطب عين السبع وكلية الطب والصيدلة لقطب أنفا ، كما سيتم إحداث مركز آخر لقطب المحمدية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية يشمل مؤسسات الجامعة بهذه المدينة.

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد