راقصة تقع في حب كولونيل فرنسي.. مسلسل جوقة عزيزة من بطولة نسرين طافش

0 526

تحدٍ كبير تخوضه الدراما السورية ضمن موسم دراما رمضان 2022، وهو حال الفنانة “نسرين طافش” أيضًا، إحدى نجمات تلك الدراما الغنية عن التعريف في عالمنا العربي، وذلك من خلال مسلسل “جوقة عزيزة”، عمل درامي يندرج تحت فئة المسلسلات الشامية، التي ذاع صيتها مع أوائل القرن الواحد والعشرين، من خلال أعمال المخرج الراحل “بسام الملا”، الذي شرع الأبواب لها، بتقديم أهم المسلسلات الدرامية فيها، والتي باتت اليوم تكتسب شخصية فنية خاصة، كما مسلسلات التراجيديا والكوميديا.

لكن وحسب صناع مسلسل “جوقة عزيزة”، والتصريحات التي خرجوا بها إلى الإعلام، فالعمل لا يعد بيئة شامية في الدرجة الأولى، فهم يسعون لتقديم دراما شعبية في المقام الأول، تكسر رتابة أعمال البيئة، من خلال حدوتة فنية تحاول ملاعبة الزمان والمكان، اللذين اعتادت أن تقص بواسطتهما حكايا الشام وتاريخها، فيما صار يطلق عليها لاحقًا مسلسلات “البيئة الشامية”.

راقصة في عهد الفرنسيين

لا تقدم “نسرين طافش” نفسها كراقصة في الحكاية فقط، ليس هذا ما أغراها للتواجد هذا العام ضمن دراما بلدها الأم، التي أطلقتها سوريًا وعربيًا، وإنما تركيبة العمل ككل وطرحه كدراما شعبية استعراضية شامية، وإظهار الشخصية الدرامية التي تقوم بتقمصها وهي “عزيزة خوخة” الفاتنة والساحرة -المحاطة برجال الأمن وأثرياء البلد- كعرابة للفن آنذاك، وأول امرأة تفتتح مسرح تياترو في بلاد الشام، يجمع ما بين العناصر الثلاث: التمثيل، والغناء، والرقص الاستعراضي.

بالتأكيد تعد هذه النوعية من الأدوار، والأنماط الدرامية، بمثابة فرصة لا يمكن تفويتها لأي ممثلة، تمكنها من إبراز موهبتها بفضل توافر مساحة كبيرة للعب والخلق الإبداعي، كيف وإن كانت تجيد الغناء والرقص إلى جانب ملكة التمثيل، كما هو حال نسرين، شخصية تلائم مهاراتها.. من يتابع الإعلان الترويجي للعمل، يلاحظ مدى الجهد المبذول من قبلها للخروج بأكمل صورة، مشاهد قليلة أظهرت كم التحولات والصراعات التي تواجه الشخصية، وتخوضها، في سبيل تحقيق ذاتها، ورسم خطواتها الثابتة في طريق مسيرتها الفنية، ونشأة الفن على يديها في ظل الانتداب الفرنسي.
دقائق قليلة كانت كافية لكشف مدى مقدار الإبهار الفني الذي ينتظرنا على مدار حلقات المسلسل، نأمل أن يكون البرومو فقط بمثابة “غيض من فيض”.

في شارع المرقص جوقة فرفشة.. وطبلة!

يحاول الكاتب “خلدون قتلان” ضمن نص “جوقة عزيزة”، نقل وقائع حقيقية عن الشام في القرن العشرين، حيث يستند في مرجعياته إلى بحوث تاريخية موثقة، تصور لنا تلك الحقبة الزمنية من تاريخ دمشق، والنهضة الفنية الغنية الحاصلة في عهد الانتداب الفرنسي على سورية.

يأخذنا أضخم إنتاج درامي سوري لموسم رمضان 2022، إلى عوالم ترزح ما بين الحقيقة والخيال، فالزمان والمكان صحيحين، وبعض الشخصيات الدرامية حقيقية، أما عزيزة وأفراد جوقتها فهم محض خيال، تم خلقهم لخدمة الحكاية الافتراضية المتخيلة في ذهن الكاتب.

مجريات القصة تدور حول ما يعرف اليوم بشارع البدوي، ذلك الشارع الدمشقي الذي أطلق عليه في السابق “شارع المرقص”، الشاهد على وجود المدرسة الوحيدة في فن الرقص الشرقي في دمشق وقتها، العمل يتمحور حول الفنانة عزيزة وفرقتها الفنية والاستعراضية.

“جوقة عزيزة” دراما شامية غير تقليدية مختلفة في القصة والحبكة، تجمع بين قصص الفن وليالي السهر، بين حب الوطن، وحب العاشقين، حكايا جدلية متنوعة تدور بين الجد والطرافة، ضمن قالب من الإثارة والتشويق.

الطرافة نجدها مع شخصيات فرقة الفنانة عزيزة المكونة من ضابط الإيقاع وعازف الطبلة “حمدي حميها” والذي يقوم بدوره الفنان “سلوم حداد”، يذكر أنه سيقوم للمرة الأولى بالغناء ضمن مسلسل درامي، حيث يؤدي مجموعة من الأغنيات الشعبية الخفيفة، ما يعرف (الطقطوقة).

أيضًا نشاهد “أنيس بو فن غالي ورخيص” شخصية يلعبها الفنان “أيمن رضا”، وللدلع والغنج حصة كبيرة مع “منيرة فرفش معنا” تجسدها “هبة نور”، ويؤدي “كرم الشعراني” شخصية “عزمي نسوان”، و“يحيى بيازي” يلعب “عادل المسطول”، ونرى “وائل زيدان” بدور “عزت أزيرة”.

ربما أراد قتلان باختيار تلك الأسماء لشخصياته، خلق حالة من البهجة والألفة السريعة مع المتفرج السوري والعربي، وبالتأكيد ستشرح كل شخصية في الحلقات المبررات وراء حملها لتلك الأسماء والألقاب.. الجوقة التي تتعرض للمضايقات، لاختلافها عمن حولهم، نتيجة ممارسة فنون تعتبر مرفوضة عند المجتمعات المحافظة.

نشاهد أيضًا في العمل ممثلين لهم دور رئيسي في سير أحداث القصة نذكر منهم: “نورا رحال”، “وسام حنا”، “وفاء موصللي”، “روبين عيسى”، “سعد مينة”، “سليم صبري”، “حسام تحسين بك”، كما يحل الطفل المصري “محمد أسامة” صاحب أغنية “الغزالة رايقة” -التي حققت انتشارًا عربيًا واسعًا- ضيفًا على تياترو عزيزة، حيث يقوم بتأدية أغنية تتغزل بها وبفنها.

مسلسل جوقة عزيزة.. التجربة الغنائية الدرامية الثانية

لا تعد “جوقة عزيزة” التجربة التمثيلية، الغنائية، الاستعراضية الأولى لنسرين طافش، سبق وأن قدمت ذلك في رمضان 2019 بواسطة مسلسل “مقامات العشق” (محمد البطوش/أحمد إبراهيم أحمد)، من خلال شخصية “ست الحسن” حيث أدت أغنيات ذات طابع صوفي روحاني، مع استعراضات بسيطة، العمل حظي باستحسان كل من تابعه.

كما هي التجربة النصية الثانية لخلدون قتلان، بعد مسلسله الأول عام 2017 “قناديل العشاق” مع المخرج سيف سبيعي، والذي دارت قصته حول ماخور إيف “سيرين عبد النور”، وحقق نجاحًا عربيًا.

مسلسل “جوقة عزيزة” إنتاج شركة “غولدين لاين” وإخراج “تامر إسحاق”، والموسيقى التصويرية وضعها المؤلف الموسيقي “إياد الريماوي”، حيث استند في عمله إلى مراجع تاريخية حصل عليها من “جامعة هارفرد”، بسبب ندرة المواد الموسيقية التي تحاكي تلك الحقبة الزمنية.

القنوات التي أعلنت عرضها للعمل وحضوره ضمن خطتها البرمجية، لغاية كتابة هذا المقال هي: روتانا دراما، LBC، Ltv، عمان tv، السومرية.

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد