مهرجان تيفلت: محرك تبوريدة احترافي وارتباك في منصة السهرات

0

انطلقت فعاليات مهرجان تيفلت في نسخته الخامسة وسط مجهودات ملحوظة من مختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس الجماعي للمدينة. وقد واكب الموقع الإخباري “مابريس” الحدث بتغطية ميدانية شاملة، لنقل تفاصيل الفعاليات إلى الجمهور بكل مهنية وموضوعية.

محرك التبوريدة.. أبرز محطات المهرجان

من بين أبرز فضاءات المهرجان، نجد “محرك التبوريدة”، الذي تم تشييده بجوار مزرعة رئيس جماعة تيفلت السيد عبد الصمد عرشان، على أرض تبرّع بها هذا الأخير لفائدة إدارة المهرجان. ويُعد هذا الفضاء وجهة رئيسية للزوار من داخل المدينة وخارجها، خاصة القادمين من الرباط وسلا.

وقد جُهّز المحرك بطريقة احترافية تُضاهي كبريات المحافل الوطنية، بمنصات مخصصة للجمهور، وأخرى للشخصيات الرسمية، إضافة إلى فضاءات مهيأة للخيول والفرسان تقيهم حرارة الشمس المرتفعة، ما يعكس حرصاً تنظيمياً على أدق التفاصيل.

DCIM\103MEDIA\DJI_0540.JPG
DCIM\103MEDIA\DJI_0562.JPG
DCIM\103MEDIA\DJI_0544.JPG

معرض الصناعة التقليدية.. واجهة اقتصادية محلية

في جانب آخر، يمثل معرض الصناعة التقليدية فضاءً اقتصادياً وثقافياً بامتياز، حيث يسلط الضوء على إبداعات الحرفيين المحليين والإقليميين، كما يُتيح للزوار التعرف على منتوجات تراثية متنوعة. ويشكل المعرض فرصة لتنشيط الدورة الاقتصادية لفئة واسعة من الحرفيين.

منصة حي الدالية.. غياب للهوية الثقافية المحلية

أما منصة “حي الدالية” المخصصة للسهرات الغنائية، فقد سجلت حضوراً مكثفاً لنجوم الأغنية الشعبية، في حين غابت الثقافة المحلية، خصوصاً الأمازيغية منها، بشكل واضح. وهو ما يثير التساؤل حول أسباب تجاهل الفِرق الفنية الأمازيغية، الغنية بلوحاتها التراثية، لصالح موسيقى هجينة تفتقر للارتباط بالهوية الثقافية للمنطقة. فقد كان من الأجدر أن تشكل هذه المنصة فرصة حقيقية للتعريف بثقافة سوس والأطلس والمناطق المجاورة.

ارتباك في التنظيم ومنع للصحافة الوطنية

شهدت أولى سهرات المهرجان ارتباكاً تنظيمياً واضحاً، تجلّى في منع عدد من الصحافيين المعتمدين من ولوج المنصة، رغم توفرهم على بطائق مهنية رسمية. وارتباك غير مفهوم في منح الإعتمادات لرجال ونساء الإعلام في المقابل، تم منح الاعتماد لمصوري الأعراس الذين احتلوا واجهات المنصة بشكل فوضوي، ما أثار استياء الجسم الإعلامي الوطني.

كما تم إطلاق طائرات “درون” غير مرخصة داخل فضاءات المهرجان من طرف بعض مصوري الأعراس، في غياب تام لمراقبة السلطات المحلية، رغم أن تشغيل هذه الطائرات يخضع لضوابط قانونية دقيقة تتعلق بتوقيت الطيران، علوه، وإحداثياته، وهو ما لم يُحترم بالمطلق خلال هذه الفعاليات.

ندوات القصر البلدي.. انفصال عن واقع الشباب

وفي بهو القصر البلدي، عرفت الندوات والنقاشات الفكرية غياباً شبه تام لتطلعات الشباب التيفلتي. فقد طغت على الجلسات طروحات تقليدية وشخصيات مألوفة تكرر نفس الخطابات منذ التسعينيات، دون الانفتاح على القضايا المعاصرة مثل الذكاء الاصطناعي، صناعة الألعاب الإلكترونية، التجارة الرقمية، أو حتى خطاب سياسي واضح ومفهوم.

شباب المدينة اليوم في حاجة إلى فضاءات تفاعلية تفتح النقاش حول المستقبل، التكنولوجيا، وسوق الشغل الرقمي، لا إلى تكرار خطابات متجاوزة لا تُلبي تطلعاتهم ولا تُواكب التحولات الجارية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد