موسكو تعلن وقفا للنار وكييف تشدد على ممرات إنسانية آمنة وليس “روسية”

0 675

وسط آمال بفتح ممرات إنسانية من مدن محاصرة، قدمت روسيا عرضاً لوقف النار لفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين الأوكرانيين، فيما رفضت كييف مقترحات روسية لنقل المدنيين إلى روسيا وبيلاروسيا، ووصفت باريس اقتراح موسكو بـ”النفاق”.
قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إن المدنيين سيبدأون في مغادرة مدينة سومي المحاصرة اليوم الثلاثاء (الثامن من مارس 2022) بموجب اتفاق مع روسيا بشأن توفير « ممر إنساني »‭ ‬للخروج الآمن للسكان.
وأضافت في بيان بثه التلفزيون « تم الاتفاق على أن تبدأ القافلة الأولى (في المغادرة) الساعة العاشرة صباحا (0800 بتوقيت غرينتش) من مدينة سومي. وسيتبعها السكان المحليون في سيارات شخصية ».
كما نقلت إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها أوقفت إطلاق النار في أوكرانيا منذ 0700 بتوقيت غرينتش وبأنها تفتح ممرات إنسانية من كييف وأربع مدن أخرى وكان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو تقدم عرضاً جديداً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا اليوم الثلاثاء.
وعرضت روسيا وقف إطلاق النار من الساعة 10 صباحا بتوقيت موسكو (0700 بتوقيت غرينتش) لفتح ممر إنساني أو ممرات لإجلاء المواطنين من كييف وتشيرنيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.
وتضمن البيان الصادر عن السلطات في موسكو وقرأه نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك عرضاً بإخلاء المدن الأوكرانية إلى الغرب من كييف. ولكن، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية على تلغرام، يبدو أن الممرات الإنسانية المعنية تسير بشكل رئيسي أو كامل في اتجاه روسيا أو بيلاروسيا.
وشدد نيبينزيا على أن اللاجئين لن يتم إرسالهم بالضرورة إلى روسيا، مضيفاً أنه « يتم عرض الإجلاء نحو المدن الأوكرانية غرب كييف ».
رفض أوكراني
كييف، من جانبها، رفضت إجلاء مدنيين إلى روسيا وفق اقتراح قدمته موسكو ونعتته باريس بـ »النفاق » فيما بدأت مساء الاثنين جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية تتناول المسائل الإنسانية.
وفي اليوم الثاني عشر من الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت موسكو وقف إطلاق نار في أماكن محددة وفتح ممرات إنسانية للسماح بإجلاء مدنيين من مدن أوكرانية عدة من بينها العاصمة كييف المطوقة من القوات الروسية، وخاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية إلى الشمال والتي تتعرض لقصف شديد منذ عدة أيام.
غير أن نصف الممرات المقترحة تربط بروسيا وبيلاروسيا التي استخدمتها القوات الروسية للعبور إلى أوكرانيا عند شن هجومها في 24 فبراير.
والممرات الإنسانية التي تم التفاوض على مبدئها خلال الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من مارس، بقيت حبراً على ورق. وفشلت محاولتا إجلاء في مدينة ماريوبول الإستراتيجية على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد والتي يحاصرها الجيش الروسي.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك « هذا ليس خياراً مقبولاً ». وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أحد القادة الغربيين النادرين الذين يواصلون المناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، « كلّ هذا ليس جديًا، إنه استخفاف أخلاقي وسياسي لا يُحتمل بالنسبة لي ».
غير أن الجيش الروسي أفاد أن قرار فتح الممرات الإنسانية اتخذ نزولاً عند « طلب شخصي » من الرئيس الفرنسي إلى بوتين، مؤكداً أن وقف إطلاق النار في المواقع المحددة دخل حيز التنفيذ فعلاً في الساعة 7,00 ت غ.
اتهامات روسية لأوكرانيا
من جهته، اتهم كبير المفاوضين الروس فلاديمير مدينسكي أوكرانيا بمنع إجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد معارك و »استخدامهم مباشرة وغير مباشرة بما في ذلك دروعا بشرية، وهذه جريمة حرب بلا شك » بحسب ما قال.
والتقى الروس والأوكرانيون قرابة الساعة 4,00 ت غ على الحدود البولندية البيلاروسية لبدء جولة مفاوضات ثالثة تتركز حول مسألة الممرات الإنسانية، وذلك بعد جولتين سابقتين لم تسفرا عن نتائج عملية.
وأعلن مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستيهارت الإثنين أن أحد طرق الإجلاء من ماريوبول كانت « ملغومة »، مشيراً إلى صعوبة « حمل الطرفين على التوصل إلى اتفاق ملموس قابل للتطبيق ودقيق ».
وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون. وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة والتي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.
حماية النساء والفتيات
ومن جهته أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث مساء الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي أنّ المنظمة الدولية « تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال » في أوكرانيا.
وقال غريفيث خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن خصّصت للأزمة الإنسانية الناتجة من الغزو الروسي لأوكرانيا ودامت نحو ساعتين ونصف الساعة إنّ « المدنيين في أماكن مثل ماريوبول وخاركيف وميليتوبول وأماكن اخرى في حاجة ماسّة إلى مساعدة، وخصوصاً إلى مستلزمات طبية حيوية ». وأضاف غريفيث أنّ « هناك صيغاً مختلفة ممكنة، لكن ذلك يجب أن يتمّ ضمن احترام الأطراف لالتزاماتها بموجب قوانين الحرب ».
بدورها، قالت وكالات إغاثة أن هناك « حاجة ماسة » لحماية النساء والفتيات اللواتي يعانين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وغالبية الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا والبالغ عددهم 1.7 مليون شخص هم من النساء والأطفال، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا). وذكرت لجنة الطوارئ المعنية بالكوارث أن النزاعات والأزمات والنزوح تعرض النساء والفتيات لخطر متزايد من العنف الجنسي والجسدي وسوء المعاملة. ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للمرأة.
وأظهرت بيانات من شرطة الحدود اليوم أن 291081 أوكرانياً فروا إلى رومانيا منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير، من بينهم 29636 أمس الاثنين. وما زال هناك ما يزيد قليلاً عن 82 ألفا من هؤلاء الفارين في رومانيا، منهم نحو 30 ألف طفل.
وأقرت الحكومة الرومانية أمس الاثنين تشريعاً يمكّن الأطفال الأوكرانيين من الالتحاق بالمدارس المحلية.

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد