يومياتي مع “الرجل المنبوذ” : الحلقة الثالثة
تغيرت حياتها كثيرا خلال عام مضى من علاقتها بهذا الرجل القادم من قمة اعلى هرم في المجتمع الى اسفل سفح قدميها،كانت تطيل التفكير في ما حل بها منذ ان صادفته فرغم ما تحس به من ود ومرح وهما معا كانت تشعر بالنفور ايضا حين يبتعد رغم ما قدم لها من عطايا وهدايا كبيرة، كانت تشعر بالتقزز مما يدور بينهما من اشياء يرفضها ضميرها الانثوي، اشياء لا تمت للطبيعة البشرية بصلة ،بكل بساطة لقد دمر فكرتها عن النبلاء والرجال عموما حتى انها لم تكف عن الحلم ابدا بالرجل البعيد القادم اليها من مكان ما ..لابد ان تجده في احد الايام،لكن شاشة الحلم باتت ابطئ بعد دخول هذا الذي يقولون عنه المارد" الاحمر"حياتها ،انهم يرونه مخلوقا ناريا يخيفهم يظنونه رجلا يحمل ثورة جيل او اجيالا باكملها !..لكنها تراه اصغر مما يرونه بكثير فقد تعودت على رؤيته خانعا تحت اقدامها كما تملي عليه ميولاته الغريبة،لكنهم مصرون على تسميته بالقاب ملتهبة بعيدة كل البعد عن حقيقته ،هي لا تلومهم فصورة "المارد الاحمر" كان قد عمل عليها لسنوات طويلة وجند لها جنودا لا يرونهم وانفق عليهاالشيء الكثير من جهده وماله ،هذه الشخصية التي اغدق عليها بالعطاء ودللها وخصص لها كل ما يقدر وما لا يقدر عليه من كلام مبهر ومال ومقالات ومجهودات نسبها لنفسه على مر السنوات مجرد وهم اتقن صنعه ودور تفنن في اداءه،"كذبة كبيرة "حتى هو لا يصدقها لكنها باتت بمثابة لباس يستر عورته تعود عليه و لا يستغني عنه اطلاقا ،اين هو من الثورة؟اين هو من مطالب الفقراء؟متى سيجد الوقت لمعرفة احوال الناس وتشريح اوضاع الامة؟هل حقا لا يعرفون ام تراهم يعرفون ويتظاهرون بالجهل..هل يجهلون ان مقالاته في كبريات الصحف والمجلات ليست من صنع يديه وان كل ما يجيده هو املاء نصوص المواضيع والتاكيد على الخطوط العريضة واضافةتوقيع من شماله؟اتراهم لا يعرفون ان اخر مايهمه هو التفكير في مصلحة شخص ما؟الا ينتبهون انه ممثل بارع يجيد تقمص الادوار والتنكر حتى في طريقة لباسه وتسريحة شعره وشكل نظاراته حسب الشخص او الاشخاص و البلد والثقافة واللغة ،كل ما يدور في فلكه يكاد ينطق انه كاذب،احيانااعتقدته شخصا متناقضا وان ميولاته ومواقفه يختلفان،قد يكون صادقا كمارد احمر!ومايعيشه معها ليس الا نزوة رجل اربعيني نبيل مل من احترام الناس صار يعشق صفعات النساء،لكنها مع المدة تاكدت ورات وسمعت منه حرفيا ان" المارد الاحمر" وهم لا وجود له وان طبيعته الاصلية بلا رتوش بلا زيف او ادعاء هي ما يعيشه معها وانه فعلا رجل تحت اقدام النساء..
يتبع