ھل فعلا یعیش المغرب التطواني أزمة مادیة
خلفت تصریحات الرئیس الجدید للمغرب التطواني رضوان الغازي حول الأزمة المالیة للفریق العدید
من علامات الإستفھام ھذا الفریق الذي بنى مجده الرئیس التاریخي للمغرب التطواني الحاج عبد المالك
أبرون والذي أدخلھ لخانة الأندیة الكبیرة بدلیل أنھ توج معھ بلقبي البطولة الإحترافیة سنتي 2012 و
2014 ،وقاده للمشاركة في كأس العالم للأندیة والمشاركة في عصبة أبطال إفریقیا والبطولة العربیة،
وإحتلال المركز الخامس إفریقیا حتى أصبح المغرب التطواني ظاھرة كرویة جدیدة بالمغرب ألھمت
حماس المغاربة وأبان على أن النجاح لیس حكراعلى الفرق الكبرى.
وعلى ھذا الأساس ولتقریب الرأي العام الوطني من كل التوضیحات الخاصة بھذا الموضوع خرج
الحاج عبد المالك أبرون عن صمتھ حتى لا تبقى الأمور غامضة وقدم توضیحات بطریقة تؤكد نضج
الرجل وخبرتھ الواسعة في التسییر الریاضي لذلك جاءت مداخلتھ سلسة وواضحة في الوقت الذي لم
یقدم فیھ الرئیس الجدید للمغرب التطواني توضیحات شافیة وواقعیة بل ظھرت على أجوبتھ العدید من
المتناقضات أكدت بأنھ مازال بحاجة لسنوات كثیرة لیكسب الخبرة في مجال التسییر برغم أنھ كان
عضوا بالمكتب المسیر الذي كان یرأسھ الحاج أبرون حیث شغل منصب نائب الرئیس بل منحھ
التفویض في التسییر لمدة سنة كاملة.
قبل رحیل الحاج عبد المالك أبرون كان قد ترك في خزینة الفریق ملیار و 200 ملیون سنتیم موزعة
كالتالي : 400 ملیون سنتیم منحة الجھة و 300 ملیون سنتیم منحة جماعة تطوان و 500 ملیون
سنتیم صفقات بیع اللاعبین محمد الیوسفي، أنس جبرون وحمزة الموساوي وكان بمقدور الفریق أن
یستخلص الدیون العالقة والتي قدرت ب 800 ملیون سنتیم، والرئیس الغازي كان یعرف تمام المعرفة
بھذا الوضع المادي، مادام أنھ ھو من كان یسیر الفریق، ذلك فإن ملیار و 200 ملیون سنتیم كانت
كافیة لتغطیة جمیع الدیون بما فیھا دیون اللاعبین الذین جدد معھم الرئیس الجدید.
ولكونھ فشل في إیجاد الحلول في التدبیر المالي لم یتمكن حتى من إیجاد حل ل 200 ملیون سنتیم
التي حكمت علیھ الفیفا لصالح المدرب الإسباني لوبیرا، في الوقت الذي كان فیھ الحاج أبرون يتدبر
الأمر من خارج مدینة تطوان كلما حلت الأزمة بالفریق ولم تشھد ولایتھ مثل ھذه الحالة التي أصبح
علیھا فریق التطوانیین، والغریب في الأمر أن إشاعة تم الترویج لھا وھي أنھ في حال رحل أبرون فإن
السلطات المنتخبة والمحلیة ستفرج عن المستحقات المالیة العالقة، للأسف ذهب أبرون وظلت صنابیر
الدعم مغلقة لیتأكد للجمیع بأن ماكان یروج لھ مجرد أكاذیب في حق رجل أسعد التطوانیین وأخرجھم
في مسیرات الفرح عندما توج فریقھم بلقبي البطولة الإحترافیة.
والغریب في الأمر أن الفریق الذي یشكو من الأزمة المالیة أول ماقام بھ ھو إبعاد اللوحات الإشھاریة
لشركة أبرون و” كولد فیزیون” ، ثم إیقاف التعامل مع الشركة التي كانت مكلفة بالألبسة والتي كانت تتعامل بطریقة تفضیلیة مع الفریق، والأكثر من ذلك حتى الإستعانة بخبرة أبرون في الشدائد والأزمات
لم یعد لھا وجود، ما یؤكد بأن ھناك فعلا شیئا غامضا قد یراد بع القطع مع التسییر السابق.
للتاریخ عندما جاء أبرون للمغرب التطواني عام 2005 كان الفریق لا یتوفر على أي شيء حتى
أصبح فیما بعد من أكبر الأندیة الوطنیة من حیث البنیات التحتیة، ملعب سانیة الرمل یستجیب للمعاییر
الدولیة وإدارة محترفة بشھادة الإتحاد الدولي لكرة القدم ومركز تكوین من أجود ما یوجد بالمغرب
وإفریقیا ونتذكر ھنا عندما زارته لجنة الفیفا على ھامش ترشح المغرب لإحتضان كأس العالم 2026
إنبھرت لھ كثیرا وإعتبرتھ مرفقا یستجیب لكل بنود الفیفا،وھذه البنیات التحتیة كلھا بدعم من السلطات
المحلیة وعلى رأسھا السید الوالي محمد الیعقوبي الذي سھر شخصیا على تتبع ھذه البنیات ودعمھا
لكونھ كان یعرف جیدا العمل الكبیر الذي كان یقوم بھ مكتب أبرون، وسیتذكر التطوانیون الثورة التي
قام بھا أبرون عندما جلب نجوم البطولة للفریق، وسیتذكرون أیضا عندما قام 16 لاعبا بالعصیان
فتعامل أبرون مع الوضعیة بالحكمة وأدخل الفریق فیما بعد لعالم الإنجازات والبطولات والتتویجات،
وأبدا لن ینكر التاریخ ولا حتى المكتب الجدید ما قدمھ أبرون لفریقھ الأبدي.
فھل یفعل الغازي ما فعلھ أبرون ویتوجھ لبناء فریق الألقاب كما بناه أبرون خلال 13 سنة من التسییر
الإحترافي والنموذجي بدل صیاغة البلاغات والتصریحات المراد منھا محو تاریخ حافل بالإنجازات
والقطع مع التسییر السابق.