الحاجب… أحمد البواري يُشرف على الإنطلاقة الرسمية لتشغيل شبكة الري بسهل سايس إنطلاقاً من سد مداز
في خطوة مهمة تعزز الأمن المائي والفلاحي بجهة فاس – مكناس، أعطى، أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الأربعاء 2 يوليوز الجاري، على إعطاء الإنطلاقة الرسمية لتشغيل شبكة الري بسهل سايس إنطلاقا من سد مداز، وذلك في حفل رسمي احتضنته جهة فاس – مكناس، بحضور عامل عمالة مكناس، وعمال أقاليم الحاجب وصفرو، وعدد من المنتخبين وممثلي الغرفة الفلاحية والقطاع المهني.

ويعتبر هذا المشروع المهيكل، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إنطلاقته، أحد أبرز المبادرات لمواجهة الإجهاد المائي والحد من إستنزاف الموارد الجوفية، حيث يستهدف تأمين الري المنتظم على مساحة تقارب 30 ألف هكتار تشمل 22 جماعة ترابية تابعة لعمالات فاس ومكناس، وأقاليم الحاجب وصفرو ومولاي يعقوب.

*مشروع مهيكل لتحويل سهل سايس نحو ري مستدام
يأتي هذا المشروع البنيوي في إطار الرؤية الملكية السامية، حيث أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إنطلاقته، بهدف تأمين الري المستدام بسهل سايس، ويرتكز المشروع على تعويض ضخ المياه الجوفية تدريجيًا بإمدادات منتظمة من المياه السطحية إنطلاقًا من سد مداز، على مساحة 30 ألف هكتار.

ويعبئ المشروع حوالي 125 مليون متر مكعب سنويًا من مياه السد، الذي يبعد أكثر من 90 كيلومترًا عن السهل، ليستفيد منه 22 جماعة ترابية موزعة على عمالات وأقاليم فاس، مكناس، الحاجب، صفرو، ومولاي يعقوب.
*إستجابة للتحديات المناخية وضمان الأمن المائييُشكل المشروع جزءًا من الإستراتيجيتين الوطنيتين “مخطط المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، ويُعد إستجابة إستراتيجية لمواجهة تحديات ندرة المياه وتأثيرات التغيرات المناخية.ويرمي إلى الحفاظ المستدام على المياه الجوفية لسايس وتقوية قدرة الفلاحين على التأقلم مع الإجهاد المائي، إلى جانب تحسين الإنتاجية وتنافسية الفلاحة المسقية، كما يتوقع أن يسهم في تطوير الخدمات الفلاحية والتعاونيات والمقاولات القروية الصغيرة، ما سينعكس إيجابًا على النسيج الإقتصادي المحلي والجهوي.

*زيارات ميدانية لإطلاق التزويد الفعلي
تضمن برنامج الزيارة الميدانية للوزير والوفد المرافق معاينة عدد من مكونات المشروع، في المحطة الأولى، تمت زيارة المنشأة الرئيسية المسماة “برج الموازنة” بمنطقة لقْصير في إقليم الحاجب، وهي منشأة ضخمة يبلغ إرتفاعها 80 مترًا، مهمتها تنظيم ضغط المياه المحولة من السد، كما زار الوفد منشأة التنظيم (OB3).

بعد ذلك، شملت الزيارة عدة ضيعات فلاحية مجهزة بأنظمة الري بالتنقيط، بمساحات بين 1.5 و 10 هكتارات، موزعة على عمالة مكناس وأقاليم الحاجب وصفرو، وتم إطلاق عملية تزويدها الفعلي بماء السقي عبر مآخذ فردية تربط مباشرة شبكات الري بالتنقيط.وفي أغبالو أكورار بإقليم صفرو، تمت زيارة منشأة التنظيم الرئيسية (OB2)، وتم إعطاء الإنطلاقة الفعلية لتزويد ضيعة مغروسة بأشجار الزيتون مساحتها 8.5 هكتار بمياه السقي.
*دعم دولي وتمويل أخضر
حظي المشروع بدعم مالي من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD)، إضافة إلى منحة قدرها 50 مليون يورو مقدمة من الصندوق الأخضر للمناخ والإتحاد الأوروبي، ونظرًا لأهدافه المتعلقة بالتكيف مع التغير المناخي وتخفيف آثاره، نال المشروع جائزة أفضل مشروع في فئة “التكيف مع التغير المناخي” من طرف البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
*أثر مباشر على الفلاحين والإقتصاد المحلي
يُرتقب أن يستفيد بشكل مباشر من هذا المشروع حوالي 4500 إستغلالية فلاحية، في سياق يتسم بندرة حادة في الموارد المائية، وسيمكن الولوج الآمن والمنتظم للمياه الفلاحين من الحفاظ على أنشطتهم وتنويعها، وتحسين الإنتاجية، وإعتماد ممارسات زراعية أكثر نجاعة وإستدامة في إستخدام المياه، كما سيساهم المشروع في تقليص الضغط على الفرشة المائية وإعادة تغذيتها، بما يضمن إستدامة النشاط الفلاحي على مستوى السهل بأكمله.
ويمثل المشروع، في مجمله، إستجابة عملية للتقلبات المناخية والتحديات المستقبلية، ومحطة حاسمة نحو فلاحة أكثر صمودًا ومرونة، وواعدة لمستقبل سهل سايس.