خطف الحارس المغربي ياسين بونو الأضواء مجددًا، خلال المواجهة المثيرة التي جمعت فريقه الهلال السعودي بنظيره مانشستر سيتي الإنجليزي، فجر اليوم، في إطار الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما قدّم أداءً استثنائياً ساهم في تأهل الهلال إلى ربع النهائي بفوز مثير (4-3) بعد التمديد.
ورغم استقبال شباكه ثلاثة أهداف، فإن بونو كان صمّام الأمان في محطات حاسمة من اللقاء، حيث تصدى لفرص خطيرة كانت كفيلة بقلب نتيجة المباراة لصالح الفريق الإنجليزي، لولا يقظته وردود فعله السريعة، إلى جانب تمركزه المثالي وتوقيته الدقيق في التعامل مع الكرات العالية والمباشرة.
وشكّل بونو ركيزة أساسية في صمود المنظومة الدفاعية للهلال، خصوصًا في فترات الضغط الشديد من عناصر المدرب بيب غوارديولا، الذي لم يُخفِ إعجابه بالحارس المغربي، قائلاً: “قمنا بالكثير من المحاولات، لكن بونو تصدى لها بشكل مذهل. لا يوجد ما يمكن قوله أكثر من ذلك.”
وتواصل تألق بونو في البطولة، إذ لم يكن أداؤه أمام بطل أوروبا استثناءً، بل امتدادًا لمستوى ثابت منذ دور المجموعات، حيث تلقى هدفًا وحيدًا أمام ريال مدريد، وحافظ على نظافة شباكه في المباراتين الأخريين، كما تصدى لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة أمام الفريق الإسباني، منح بها الهلال نقطة ثمينة كانت حاسمة في التأهل.
ونال بونو أعلى تقييم بين زملائه في دور المجموعات، بنسبة تصدٍّ بلغت 93%، مع دقة تمرير وتحكم ملحوظ تحت الضغط، ما عزز من حضوره الفني والنفسي على أرضية الملعب.
أمام مانشستر سيتي، تكررت لحظات التألق، إذ أنقذ رأسية محققة من روبن دياش، وتسديدات مباشرة من إيرلينغ هالاند، وجيريمي دوكو، وفيل فودن، فضلاً عن تدخلات حاسمة في الشوطين الإضافيين، ساعدت الهلال على الحفاظ على تقدمه في لحظات حرجة من اللقاء.
ومنذ انضمامه للهلال في غشت 2023، قادمًا من تجربة مميزة في الدوري الإسباني، يواصل بونو تجسيد شخصية الحارس القائد، الذي لا يكتفي بالتصدي، بل يضبط إيقاع الفريق من الخلف، ويمنح زملاءه الثقة والثبات في أصعب اللحظات.
من الوداد البيضاوي إلى إشبيلية، مرورًا بـ المنتخب المغربي، ثم الهلال السعودي، حافظ بونو على هدوئه واتزانه وتألقه في المواعيد الكبرى، مؤكّدًا مكانته كأحد أبرز الحراس على الساحة العالمية.
ويُذكر أن الهلال سيواجه فلوميننسي البرازيلي، الذي تفوق على إنتر ميلان الإيطالي بهدفين دون رد، في الدور ربع النهائي، وذلك يوم 4 يوليوز الجاري، على أرضية ملعب كامبينغ وورلد ستاديوم في مدينة أورلاندو الأمريكية.