الأمين العام “الخالد” محند العنصر على رأس حزب الحركة الشعبية

0 130

كما كان متوقعاً، فاز محند العنصر، بولاية 9 على رأس حزب الحركة الشعبية، الذي قضى في منصب أمينه العام 32 وعاماً منذ سنة 1986، وتم انتخابه، اليوم السبت بالقاعة المغطاة للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، بفارق 1265 صوتاً على منافسه مصطفى أسلالو، وحصل الأخير على 282 فيما حصل الفائز على 1554 صوتاً.

وخلال فرز أصوات المؤتمرات والمؤتمرين، الذين صوتوا من خلال 20 صندوقاً، تم حساب 1968 ورقة معبرة عنها، من بينها 1843 ورقة صحيحة أي 125 ورقة ملغاة، أي بمشاركة نسبة 78.72 في المائة من عدد المؤتمرات والمؤتمرين المشاركين في المؤتمر المعلن عنه قبل انطلاقه، وهو 2500.

وكان عدد الأوراق التي أعلن عنها من طرف رئاسة المؤتمر، لا يتناسب مع عدد الحضور خلال لحظة التصويت،  أن عدد هؤلاء قرابة 1200 مؤتمر فقط، والفرق بين عدد الحضور وعدد الأصوات المعبر عنها، تُفسره طريقة التصويت التي لم تكن مضبوطة بشكل كبير، حيث كان من السهل الحصول على الورقة الفريدة للتصويت أكثر من مرة، والمشاركة فيه من خلال الصناديق المتفرقة على القاعة، كما أن الحبر الذي استعمل لوضعه على أصابع المؤتمرات والمؤتمرين المشاركين عملية التصويت يسهل محوه في حينه.

عملية توزيع أوراق التصويت والتعبير عن الصوت عرفت ارتباكاً، حيث تزاحم المشاركون في المؤتمر أمام باب القاعة المغطاة، وكلف ثلاثة أشخاص فقط من اللجنة التنظيمية بتوزيعها.

كما عرفت تأخيراً، دام زهاء الساعة، بسبب تأخر منافس العنصر، أسلالو، في الحصول على مراقبين للعملية الانتخابية، قبل أن يتطوع مجموعة من المؤتمرين بهذه المهمة، وأعلنوا من أمام منصة رئاسة المؤتمر، أنهم “يقومون بذلك تطوعاً فقط وليس دعماً له !”

ليتكمن مصطفى سلالو، في الأخير من العثور على عدد من المراقبين “المحسوبين عليه”، وفسر عدد من أعضاء الحركة الشعبية، لـ”تيل كيل عربي”، صعوبة توفر منافس العنصر على مراقبين، بـ”التخوف الذي أبداه عدد منهم، لأن المشاركة في مراقبة فرز الأصوات لصالح أسلالو يعني أنك في صفه، وسوف يجر عليه ذلك غضب أنصار العنصر، المتحكمين اليوم في كل كبيرة وصغيرة داخل الحزب”.

أسلالو دخل المؤتمر، “مجرداً” من دعم أبناء إقليمه الخميسات، الذين أسقطوا اسمه من لائحة أعضاء المجلس الوطني للحزب، لن يكون ضمن أعضاء قيادة الحركة الشعبية خلال المرحلة القادمة.

وبعد الانتهاء من عملية التصويت، أعلن رئيس الجلسة اغلاق صناديق الاقتراع في تمام الساعة الثانية والربع بعد الزوال.

ومرت أجواء فرز أصوات المؤتمرات والمؤتمرين في جو من السخرية بين الحين والآخر، إذ يصيح أنصار الطرفين كلما قال رئيس لجنة احتساب الأصوات اسم أحد المرشحين، وكانت أصوات من يدعمون أسلالو، وعلى قلتهم، تردد “سير سير أخويا مصطفى راك غادي لي جبتيه مزيان غير سير”.

أنصار العنصر بدورهم، كانوا يردون بسخرية “غير عطويها ليه”، ويستغلون اعلان إحدى الأوراق ملغاة أو غير متفق على لمن آلت إليه، لترديد العبارة.

ودامت عملية الفرز التي تابعها “تيل كيل عربي” من بدايتها إلى النهاية، قرابة الـ3 ساعات ونص، وتم تأجيل اعلان النتائج إلى حين الحسم في عدد من الأوراق التي اختلف حول نتائجها بين المراقبين المحسوبين على كل طرف.

العنصر، وبعد اعلانه فائزاً، كما كان متوقعاً، تناول الكلمة، وقال فيها، إن “مؤتمر الحركة الشعبية كان تمريناً، أعطى فيه الحزب درساً في الديمقراطية، وأظهر أن الحركيين يمكنهم تطبيقها بحذافيرها”.

وشدد العنصر على أن “كل لحظات المؤتمر مرت في ظروف جيدة، وكانت الشفافية حاضرة، كما أعطيت جميع الضمانات لمرور انتخاب الأمين العام في جو ديمقراطي، وتحت مراقبة مفوض قضائي”.

مؤتمر الحركة تخللته بعض المشادات الكلامية، كان أبرزها عندما تدخل منسق الحزب في عمالة آنفا بالدار البيضاء خليل، هذا الأخير تعرض للطرد بطريقة كاريكاتورية من طرف الأمين العام محند لعنصر.

فبعد دخول خليل ومحمد أوزين في نقاش قوي قرب منصة المؤتمر، سارع العنصر بالصعود إليها، ثم تناول الميكروفون، وصاح في المؤتمرين: “ما يمكنش واحد ما كيجيبش حتى مستشار جماعي واحد للحركة ويجي يدير لينا الفوضى”. وتابع العنصر مهاجماً منسق “الحركة” في آنفا: “أنا كنقول للأخوات والإخوان في المؤتمر واش باغين نطردوا خليل من المؤتمر ومن الحزب”، وما إن أكمل العنصر هذه الكلمات، حتى تقدم ثلاثة أشخاص أشداء، تكلفوا بحمله ودفعه إلى خارج القاعة، ليصيح العنصر، مرة أخرى، بعصبية ظاهرة: “من اليوم ما بقاتش عند خليل حتى علاقة بالحركة الشعبية”، كلماته مرت على وقع رفع بعض المؤتمرين لشعار “ارحال” في وجه عضو الحركة المطرود من المؤتمر من الحزب.

قيادات “السنبلة”، وعلى رأسهم محند العنصر ومحمد مبدع وحليمة العسالي وحكيمة الحيطي ومحمد أوزين، أجمعوا في حديثهم لـ”تيل كيل عربي” خلال فترة التصويت على اعتبروه “نجاح مؤتمرهم، ومروره في أجواء عادية، واتسم بلحظات ديموقراطية خلال التصويت على التقريرين الأدبي والمالي، كذا لحظة التصويت على الأمين العام للحزب”.

في المقابل، وحسب ما تابع “تيل كيل عربي”، مؤتمر الحركة الشعبية، مر في أجواء يمكن وصفها بـ”الباردة”، بالنظر إلى حسم العنصر لنتيجة انتخابه أمينا عاما من جديد قبل انعقاده، كما أن تشكيل المجلس الوطني قبل المؤتمر، سهل مهمة الذين يدبرون شؤون الحركة في ضبط ايقاع مؤتمرهم، والخروج بنتائجه كما حضروا لها.

تيل كيل٫ عدسة نورالدين الشضمي

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد