بمناسبة اليوم العالمي للمرأة افتخري لأنك امرأة

فرضت المرأة نفسها منذ آلاف السنين على المجتمع، كما تعودت على إقحام أفكارها وشخصيتها رغما عن واقعها الذي لا طالما بحث لها عن ثغرات ومذلات يوقعها بها.وهذا التحدي الذي عانت منه المرأة قديما، ومازالت تذوق مرارته، هو عبارة عن تحدي فطري خُلق معها مند انشقت من ضلع ادم الأعوج و نسبت لها لعنة البشرية.حينها وجدت نفسها متهمة، وجريمتها الوحيدة هي إنها أنثى .

**عزيزتــــــي حواء:

لا تكثر تي فإنها مجرد خرافات يمازحك بها مجتمعك لكي يختبر مدى صبرك وقوتك….
نعم!!! تلك هي حواء، من تستيقظ باكرا قبل بزوغ الفجر، بينما ادم مازال يقلب جنبيه بين ثنايا فراشه.
منا ، من تركب دابتها وراء تلك الجبال البعيدة وسط الثلوج تخرج باحثة عن قطعة خشب تدفئ بها أطفالها وتطبخ لهم، ومنا من تقف لساعات منتظرة حافلة تنقلها إلى عمل كله تعب ومعاناة لجسدها النحيل، تتحمل معاكسات رئيسها وتحرش زملائها، وأخريات يركبن سيارتهن ويلزمن طرقا وعرة بعيدة ، كل منا بطريقتها تبحث عن لقمة عيش كريمة.
و رغم كل هذه المعانات الأبدية ، مازال المجتمع يوجه تلك النظرة الجنسية التي أصبحت المرأة أسيرتها ، وذلك الخلط الفظيع الذي يربط بين حركات جسدها الفطرية
والسلوكات الأخلاقية التي حاصر بها المجتمع جميع النسوة ، مما جعل المرأة تعاني في شقاء و صمت من تلك الأفكار التي حطت من قيمتها وقدرها كإنسانة.
مجتمع حاصرها وحاربها بكل أسلحته ، من تقاليد وأعراف وهمية، وضعها ادم لكي يستحوذ على المجالات العلمية و الثقافية ، لكي يختلي بساحة المجتمع ، ويأخذ مكان الرئيس والمسؤول و الحاكم و … ويختصر المرأة في كل ما هو جنسي فقط.
لذا نرى أن وضع المرأة مازال خطيرا ومهدّدا في أية لحظة بالانهيار .
مادامت المرأة مازالت تعاني من العنف المعنوي قبل المادي ، وتحارب من اجل سلامة بدنها وحب البقاء.

 ** صديقتـــي حواء:
 

ابقي كما تعود عليك الجميع ، تحدي كل المجتمعات ، لا تتنازلي، ولا ترضخي لأية مساومات .

أنت كائن بيوثقافي ، أنت المعرفة ، أنت المستقبل، أنت العنصر الأقوى ، أنت أمي،وأختي، وابنتي،وصديقي

أنت أنــــــــــــــــــــا .

 مابريس / سنـــــــــــــــاء حاكمي.