قمة الثبات

0 22

تناول المحلل السياسي ي. مينتشينكو، في مقال نشرته صحيفة "إيزفيستيا"، نتائج قمة "السبع الكبرى" التي عقدت في مدينة تاورمينا الإيطالية.

كتب يفغيني مينتشينكو:

RT arabic.rt.com يفغيني مينتشينكو

كما كان متوقعا لم تتمخض قمة "السبع الكبرى" عن قرارات عالمية. وقد ناقشت هذه القمة بنشاط موضوعين أساسيين – المسألة الأوكرانية والموقف الأمريكي من مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

أما بالنسبة إلى المشكلة الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا بسببها، فبينت نتائج القمة في هذا الشأن أن المجموعة لا تنوي رفع هذه العقوبات في المستقبل القريب. ويعود السبب في ذلك إلى عدم تنفيذ الأطراف بما في ذلك ولأمر ما روسيا أيضا اتفاقيات مينسك، مع أن هذه الاتفاقيات تضمنت التزامات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد) وأوكرانيا وليس فيها إشارة إلى روسيا؛ لأن موسكو بموجب هذه الوثائق هي جهة ضامنة إلى جانب فرنسا وألمانيا.

وهذا يدل من جديد على ألا داعي لتوقع تقدم سريع في سياسة العقوبات بعد تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. بل على العكس من ذلك – قد يشتد الضغط والعقوبات على روسيا، وهذا ما سُجل في البيان الختامي للقمة.

ومن المهم أن نشير إلى أمر لم يكن متوقعا، وهو أن ترامب رفض تأكيد التزامات الولايات المتحدة بشأن اتفاقية باريس للمناخ، متعهدا بصياغة موقفه خلال أسبوع. كما أن من الضروري هنا التذكير بأن الأقسام المكرسة لحماية حقوق الأقليات الجنسية ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري اختفت من موقع الرئاسة الرسمي بعد تنصيبه رئيسا للبلاد.

لماذا حدث هذا؟

لأن هذه المسائل تعود إلى جدول الأعمال، الذي اعتمده الحزب الديمقراطي الأمريكي، وترتبط بما يسمى الطاقة الخضراء. أما ترامب فيعتمد على قطاع الطاقة التقليدية: على صناعة النفط والفحم. ومن الواضح أنه فاز في الانتخابات بفضل دعم هذا القطاع له.

إن عدم الرغبة في تبديد مخاوف أوروبا بشأن اتفاقية باريس للمناخ هو محاولة من ترامب للنأي عن التيار العالمي، وخاصة أن أهم شيء بالنسبة إليه الآن هو الحفاظ على ناخبيه الذين كان دعمهم له حاسما.

وهنا يجب الإشارة إلى أن "قمة العشرين" في هامبورغ على الأبواب. ولكنها على ما يبدو لن تأتي هي الأخرى بأي جديد.

ترجمة واعداد كامل توما

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد