“لو فيغارو”: بطرس الأكبر أراد جعل روسيا أوروبية فيما بوتين يريدها روسيّة

0 44

تساءلت صحيفة "لو فيغارو" عمّا إذا كان سينجح أسلوب إيمانويل ماكرون في مخاطبة فلاديمير بوتين بعد أن اصطدم القادة الفرنسيون وحتى الواقعيون منهم باختلاف القيم الروسية عن الفرنسية.

وذكّرت الصحيفة الفرنسية، بأن الحقبة التي زار فيها القيصر الروسي بطرس الأكبر فرنسا للإفادة منها في تطوير بلاده، لم يكن فيها "تويتر" أو كاميرات، بل سجلت وقائع تلك الزيارة في كتب التاريخ ورسمت أحداثها على اللوحات التي "تمتع بمشاهدتها بوتين وماكرون خلال لقائهما في فرساي" مؤخرا.

وأضافت أن زيارة الإمبراطور بطرس الأكبر إلى فرنسا قبل ثلاثة قرون أسست للعلاقات الدبلوماسية بين باريس وموسكو، وبلغت حدا من الأهمية حتى أن فولتير كرّس لها اهتمامه وكتب عنها.

واعتبرت "لو فيغارو" أن الكتّاب الروس أحبوا اللغة الفرنسية في حينهم إلى درجة جعلتهم يكتبون بها، فيما كان الفلاسفة الفرنسيون يعشقون استبداد القياصرة الروس، وأشارت إلى أن ماكرون مطلّع على التاريخ الذي يسخر دروسه في الوقت الراهن لإعادة العلاقات الروسية الفرنسية المحتضرة إلى سابق عهدها.

وكتبت أن "ماكرون استطاع اجتياز الاختبار بنجاح، حيث تسنى له بصفته رئيسا شابا أن يلمس القيصر على فروه، وتمكن من دعوته إلى فرساي البراقة بذهبها، إلا أنه لم يغرق في رومانسية تطبيع العلاقات الكامل والسريع مع موسكو".

وتساءلت في ظل ذلك عن مدى الجدوى من وراء التعامل بهذا القدر من الاحترام مع روسيا، معيدة إلى الأذهان أنه حتى شارل ديغول اصطدم رغم العلاقات المتميزة مع موسكو باختلاف القيم الروسية والفرنسية، الأمر الذي حال دون بلوغ العمق الاستراتيجي في العلاقات كما كان يحلم الجميع.

وأضافت: "بأي لغة يمكن مخاطبة البلد الذي يتكلم بلهجة القوة ويهدد جيرانه، ويتربع على عرش الأهواء المعادية للغرب؟ لقد صرف الكثير من الحبر وانقسم الشعب الفرنسي كي يجيب عن هذا السؤال بلا جدوى".

وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى أن "ماكرون ليس أحمقا، ويعتبر على ما يبدو أنه سوف يفلح في حفز بوتين على البراغماتية، إلا أنه لا يتعين عليه أن يتجاهل حقيقة أن قيصر القرن الـ21، أي بوتين، قياسا بالقيصر بطرس الأكبر يطمح إلى جعل أوروبا روسية ويقدم بنفسه البديل المناسب عن الديمقراطية الغربية التي يتهمها بالعجز والانهيار".

إقرأ المزيد بوتين وماكرون على خطى بطرس الأكبر والملك الأصغر

المصدر: RT

صفوان أبو حلا

ماهو رآيك في الموضوع
قد يعجبك ايضا

اترك رد